قصص قصيرة للكاتبة رانية المهدي

 قصص قصيرة للكاتبة رانية المهدي
 قصص قصيرة للكاتبة رانية المهدي

لقاء:

يراها تلمع من بعيد.. ابتسمت له فسال لعابه واشتعلت فيه الرغبة.. اندفع وأخذ يقطع وادي الذئاب والجنيات أصحاب القرون.. نجا بأعجوبة من فوهات اللهب التي تنطلق بلا إنذار .. خدع ذلك العفريت المتجبر  وأعاده للقارورة محصورا على نفسه.

وصل إليها منهكا ينشد الراحة واللقاء.. مد يده ليلمسها.. عضت كفه وأفرغت سمها بلا رحمة وأخذت تلمع وتبتسم لأحدهم من جديد.

 

صداع زائد:

 اليوم أشعر بصداع زائد.. تكالبت الهموم على رأسي الذي تمرد فجأة وقرر من تلقاء نفسه أن ينبت رأسا أخر ليساعده.. عندما تنفس الرأس الجديد ورأى كل هذا الحمل قرر هو الآخر أن ينبت رأسا.. وأصبح كل رأس ينبت له صاحب حتى اختفيت أسفلهم.

 

العودة:

لا أعلم هل أسير في طريق متعرج أم أن خطواتي لم تعد متزنة؟! قلبي يطلق الإنذار الأخير.. أرتعش.. أترنح.. يتلقف الرصيف ما تبقى مني قبل السقوط.

هرول بائع السبح ليقترب مني وهو يلهث.. قدم لي السبحة الخشبية التي تحمل اسمي.

تلتقطها يدي المرتعشة فتهدأ نفسي.. أغمض عيني وأبتسم ثم أعود من جديد.

 

الاحتفال:

في الساحة الكبيرة الجميع يحتفل بالنصر.. ظهر بقامته القصيرة وساقه العرجاء.. لم يلتفت أحد.. ابتسم بخبث وخلط الأفكار بروية.. ثم أوعز للساقي أن ينشر الفوضى.. لحظات وتخبط الجميع.. ضرب بعصاه فساد الصمت وتجمد المشهد.. ضرب ضربة أخرى فنظروا إليه بإجلال.. طالت رقبته حتى لامست السماء فخروا له سجدا.

 

المدد:

الصياد مقيد في فخ صنعه على عجل.. الخفافيش غادرت الكهوف واستوطنت أرض الشمس.. الصرخات أصبحت بلا صوت.. الجثث الباهتة تملأ الطرقات.. جدي ينزوي بجوار الحائط مبتور في ذاته يرتجف.. وجدتي تتوشح السواد وتصنع عروسة من الورق وتردد.. المدد المدد.. من شر حاسد إذا حسد.